أقيم مؤتمر بعنوان : فن إدارة الوقت...في إحدى أكبر و أرقى المستشفيات في العاصمة السعودية الرياض!
وكانت فرصة كبيرة لي..لحضوره, مدفوعة بفضول كبير....
فقد جذبني العنوان أولا.. الذي يعتبر إدارة الوقت فن من الفنون..
الأمر الذي أدهشني ثانيا.. هو أن معظم الحضور كانوا من الأطباء المتخصصين و الإستشاريين..ولفيف من البروفيسوريين..وذوي الإهتمام بكل ماهو علمي وجديد, مما جعلني أتساءل: ألا يعرف كل هؤلاء كيف يديرون أوقاتهم؟؟؟؟وهل يحتاج ذلك لحضور مؤتمر لتعلمه؟؟؟؟
نعم....فإدارة الوقت ليست فطرة!....إنها علم بحد ذاته! علم يستحق أن تمتلك أدواته...............
الحياة كلها فن!
من بدايتها ....وحتى منتهاها!
وكل ما نفعله في الحياة يحتاج للفن!
الحب..الكراهية..التعامل مع الناس..التنافس..إثبات الوجود...وما إلى هنالك من ترادفات..
وإذا كانت كل هذه الفعاليات تحتاج للوقت لأدائها..............فالوقت من باب أولى يحتاج للفن لإدارته..وإدارة كل فعالياته!!!
الوقت..
ذلك الصديق...العدو!
صديق من أحسن إستغلاله...وعدو الجاهل بقيمته بالطبع!
كيف نقضيه..؟؟؟؟
ومع من..؟؟ومن يستحق أوقاتنا..؟؟
وكيف يجري الوقت بحيث لا نشعر بانسيابه...وبعض الأوقات تجثم على صدورنا ..كالكابوس ..فنشعرها سنواااات!
ينبغي علينا أولا و قبل كل شيء أن نحدد أولوياتنا في الحياة..
وأن نحدد لكل أولوية الوقت الذي يكافئها في القيمة..فلا يطغى وقت العمل على وقت الراحة و لا وقت الراحة على وقت التواصل مع العائلة ولا ذاك الأخير على وقت الإختلاء بأنفسنا و مراجعة جداولنا الشخصية
لكل أولوية قيمة جمة..حتى لو كان الوقت المخصص لها صغير
في دراسة أجراها معهد للأبحاث النفسية في فلوريدا..وجد الباحثون بأننا نحدد قيمة الأشخاص من حولنا بحسب ما نسمح لهم من أوقاتنا الشخصية!
وفعلاً......
فأنت تحب أن تقضي وقتا طويلا مع صديق مقرب لك, تتمشى..أو حتى تجلس في حديقة و تنخرط معه في نقاشات طويلة دون أن تع الوقت الذي تقضيه معه..أو المساحة التي يحتلها من وقتك بالتعبير الإصطلاحي!
أما الأشخاص الذين لا يروقون لك..أو تجمعك معهم علاقة عابرة..فأنت تتحسر على بضع دقائق معهم....وتعتبرها خسارة.....وهذا حقيقي!
بقي أن نقول....
بأن مأساتنا نحن كشعوب عربية في كوننا عاطفيين...ولا نحب أن نقول:لا!
فقد تبين بأن هناك ( لا ) إيجابية تتمثل في رفضك لأي نشاط يستهلك من وقتك دون فائدة.
نحن لا نتقن هذه ال( لا) ولا نعرف أن نقولها خشية جرح شعور الآخرين, أو خشية أن يغير الآخرون رأيهم و إنطباعهم عنا, أو خشية..........أو خشية...........والأسباب كثيرة..وما نخشاه أكثر.. لذلك ترانا نشارك بفعاليات لا تمت لإهتماماتنا بصلة, ولا نستفيد منها, فقط كي ( لا يزعل فلان و يتضايق علان) وفي النهاية نحن من ( يزعل و يتضايق) لأننا نحمل الوقت أكثر مما لا يحتمل!
وقتك...ملكك أنت لا أي شخص آخر, فلا تمنحه لمن لا يستحقه....!
والثانية التي ستمر..لن تتكرر..فكن بخيلا فيها لما ليس لها....
لأن هذا ليس هو .........الكرم